الأحد، 17 مارس 2013

رائحة فرن الخبز



لا اعرف لما تستهويني الارصفة والشوارع والمقاهي..هنا كانوا .من هنا مروا ..
.وهنا تسامروا وتعالت ضحكاتهم..وهنا افترقوا ..
تستهويني مداخن البيوت القديمة وصرير ابوابها الخشبية
كأنها تقول بكل ألم من هنا دخلو ومن هنا خرجوا ..ولم يعودوا .
.تستهويني اغاني الفلاحين في المزارع ..
.وحكايا العجائز حول المدفاة ..العتيقة ..يتطاير من نارها اللهب..
رائحة الحطب وهو يشتعل ...يتراقص ليحكي تفاصيل بطولا ت وامجاد...
خشخشة اوراق الكتب الصفراء البالية كتبت عليها اجمل القصائد واصدقها .
.اجمل القصص والحكايا ..
حفيف اوراق الا شجار .. في ليالي الشتاء الباردة القاسية بلا فراش ولا غطاء...
 كم كانت الحياة جميلة هناك حيث لا كهرباء ولا نت ولا فضائيات ..
 كان لديهم الوقت الكافي ليحبون بعضهم ...ويخلصون لبعضهم .
.ويسمعون لحكايا وافراح والام بعضهم .....يتدفؤون بحب بعضهم 
فكان وجع الحياة أخف واأجمل وأرقى..
كانت الكرة الارضية كلها هي البيت ...والمدفاة ..ورائحة فرن الخبز ..
 ورقصات الاقحوان والنرجس في المزارع والحقول .
موسيقاهم .رذاد الغيث..وزقزقة العصافير ...
وضحكات الاباء والأمهات ..وبكاء الاطفال .عطرهم عبير اشجار الصنوبر ..
ورائحة التراب بعد المطر ....كم كان صغير عالمهم كبير وجميل في انفسهم ...
وما تزال تستهويني..الا شياء القديمة المعتقة ..
لانها كانت اجمل وانقى واطهر ..والاهم اصدق ..
 .............soumia
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق